يلجأ الكثير من الناس إلى الحيوانات الأليفة من أجل الراحة عند التعامل مع الوحدة أو التوتر أو الحالة المزاجية المنخفضة. ينتشر الاعتقاد بأن القطط والكلاب يمكن أن تدعم الصحة العاطفية على نطاق واسع، إلا أن هناك أدلة جديدة تشير إلى أن العلاقة بين ملكية الحيوانات الأليفة والاكتئاب أكثر تعقيدا مما يفترضه الكثيرون. ال النتائج، نشرت في حوليات الطب النفسي العامهذا أمر مهم لأي شخص يبحث عن طرق لتحسين الصحة العقلية في المنزل، خاصة مع استمرار تزايد المخاوف بشأن الوحدة والاكتئاب.
استعرض تحليل رئيسي لأكثر من مائة وخمسين ألف مشارك العلاقة بين امتلاك حيوان أليف واحتمال الإصابة بالاكتئاب. جمع البحث بيانات من إحدى وعشرين دراسة رصدية عبر دول بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وألمانيا والبرازيل وأستراليا. وبعد تجميع النتائج، وجد الباحثون أن ملكية الحيوانات الأليفة بشكل عام لم تغير بشكل كبير خطر الإصابة بالاكتئاب مقارنة بعدم امتلاك حيوان أليف. وبالتالي فإن الأدلة تتحدى الافتراضات القائلة بأن امتلاك أي حيوان يحسن الصحة العاطفية تلقائيًا.
ومع ذلك، حددت الدراسة اختلافات مهمة بين أنواع الحيوانات الأليفة. وارتبطت ملكية القطط بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بالاكتئاب. وظهر هذا النمط في العديد من الدراسات المشمولة في التحليل، بما في ذلك الدراسات التي أجريت في اليابان والنرويج، حيث أظهر أصحاب القطط معدلات أعلى من أعراض الاكتئاب مقارنة بغير أصحابها. كان التأثير متواضعًا ولكنه متسق بما يكفي لجذب الانتباه. تشمل بعض التفسيرات المقترحة اضطراب النوم المرتبط بسلوك الحيوانات الليلي، وانخفاض مستويات النشاط البدني، والأدوار الاجتماعية والعاطفية المختلفة التي تؤديها القطط مقارنة بالكلاب.
ومن ناحية أخرى، لم يظهر امتلاك الكلاب أي ارتباط كبير بالاكتئاب. حتى أن بعض الدراسات اقترحت فوائد صغيرة، مثل زيادة النشاط البدني والتواصل الاجتماعي المتكرر من خلال تمشية الكلاب. ومع ذلك، عندما تم دمج النتائج في التحليل التلوي، ظلت النتيجة الإجمالية محايدة. لم يؤدي امتلاك الكلاب إلى تقليل أو زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب بشكل واضح بمجرد أخذ عوامل نمط الحياة والاختلافات في تصميم الدراسة في الاعتبار.
أبرز المؤلفون أن التأثير العاطفي لملكية الحيوانات الأليفة يختلف بشكل كبير بين الأفراد. عوامل مثل الوحدة، والحالة الاجتماعية، والضغوط المالية، والصحة الشخصية، كلها عوامل شكلت كيفية تجربة الناس للمسؤوليات والروتين الذي ينطوي عليه رعاية الحيوان. وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن الأبحاث الرصدية لا يمكنها تحديد ما إذا كانت الحيوانات الأليفة تؤثر على الاكتئاب أو ما إذا كان الأشخاص الذين لديهم أنماط معينة من الصحة العقلية أكثر ميلًا لاختيار أنواع معينة من الحيوانات الأليفة.
تعكس النتائج بحثًا أوسع نطاقًا يوضح أن ملكية الحيوانات الأليفة توفر فوائد وتحديات. أبلغ العديد من المالكين عن انخفاض مستوى التوتر ومشاعر الرفقة القوية وانخفاض الشعور بالوحدة. وفي الوقت نفسه، فإن تكلفة الرعاية والمخاوف بشأن صحة الحيوان الأليف والصعوبة العاطفية الناجمة عن فقدان الحيوان الأليف يمكن أن تساهم في الضغط النفسي. وخلصت الدراسة إلى أنه على الرغم من أن الحيوانات الأليفة تلعب دورًا مهمًا في العديد من الأسر، إلا أنه لا ينبغي النظر إليها كحل عالمي للاكتئاب.
يقدم هذا البحث صورة أوضح عن كيفية ارتباط الحيوانات الأليفة المختلفة بالصحة العقلية ويشير إلى أن ملكية القطط على وجه الخصوص قد تستحق المزيد من الدراسة المتأنية. من شأن الدراسات الإضافية التي تستخدم بيانات طويلة المدى أن تساعد في فهم كيف يساهم نمط الحياة وأنماط الارتباط والروتين اليومي في العلاقة المعقدة بين الحيوانات الأليفة والاكتئاب.
This article was written by Psychreg News Team from www.psychreg.org
رابط المصدر




