كشفت دراسة جديدة أن الطلاب الجامعيين الخجولين قد يكونون أكثر عرضة لممارسة التنمر الإلكتروني إذا شعروا بالحرمان أو التمسك بالأفكار الغاضبة، خاصة عندما يكون إحساسهم بالأخلاقيات الرقمية ضعيفًا.
وجدت الدراسة، المنشورة في BMC Public Health، بعد فحص سلوكيات أكثر من 1300 طالب جامعي صيني، أن الخجل بحد ذاته ليس مؤشرًا مباشرًا على التنمر الإلكتروني، بل يعمل من خلال مسارات عاطفية أكثر تعقيدًا. الطلاب الذين أبلغوا عن مستويات أعلى من الخجل كانوا أكثر عرضة لمشاعر الحرمان النسبي والتركيز على الغضب، مما زاد بدوره احتمالية انخراطهم في سلوك عدواني عبر الإنترنت.
الحرمان النسبي هو الإحساس بأن المرء أسوأ حالًا من الآخرين، وغالبًا ما يتفاقم بسبب المقارنات الاجتماعية غير المواتية. أظهرت الدراسة أن الطلاب الخجولين، بسبب حساسيتهم المفرطة في المواقف الاجتماعية وانخفاض تقديرهم لذواتهم، كانوا أكثر عرضة للشعور بالحرمان، مما أثار مشاعر سلبية. غالبًا ما يتم استيعاب هذه المشاعر بدلاً من التعبير عنها، مما يؤدي إلى فترات طويلة من التركيز على الغضب. بمرور الوقت، تحولت هذه الأنماط النفسية إلى عدوانية عبر الإنترنت.
ومع ذلك، اكتشف الباحثون أيضًا عاملًا مخففًا رئيسيًا يبدو أنه يضعف هذه السلسلة من التأثير: الأخلاقيات الرقمية. تم تعريف الأخلاقيات الرقمية على أنها التزام الفرد بالمعايير الأخلاقية في الفضاء الرقمي، ووجد أنها تقلل بشكل كبير من تأثير كل من الخجل والتركيز على الغضب على التنمر الإلكتروني. الطلاب الذين يمتلكون قناعات أخلاقية قوية بشأن سلوكهم عبر الإنترنت كانوا أقل عرضة للتصرف بعدوانية، حتى لو شعروا بالغضب أو الظلم.
ومن المثير للاهتمام أن التأثير الوقائي للأخلاقيات الرقمية لم يكن موحدًا عبر جميع المسارات النفسية. بينما خفف بشكل فعال الرابط بين التركيز على الغضب والتنمر الإلكتروني، كان تأثيره أقل على المسار المتعلق بالحرمان النسبي. اقترح الباحثون أن الأفراد الذين يعانون من مشاعر عميقة بالظلم قد يكونون أكثر عرضة لتبرير عدوانيتهم عبر الإنترنت، متجاوزين أي تحفظات أخلاقية.
يقدم نموذج الدراسة، المستند إلى “نموذج العدوان العام” و”نموذج اللياقة الاجتماعية”، رؤية متعددة الطبقات لكيفية تفاعل السمات الشخصية والاستجابات العاطفية المعرفية للتأثير على السلوك. الخجل، الذي طالما اعتبر سمة سلبية، يظهر هنا كعامل محتمل مسبب لسلوكيات ضارة عبر الإنترنت إذا تُرك دون رقابة أو دعم.
تتمتع النتائج بتأثيرات مهمة على المربين والممارسين في مجال الصحة النفسية. يوصي المؤلفون بأن لا تستهدف التدخلات الرامية إلى الحد من التنمر الإلكتروني النتائج السلوكية فحسب، بل تركز أيضًا على تعزيز التنظيم العاطفي والتفكير الأخلاقي الرقمي. قد تكون تقنيات مثل التدريب على اليقظة وإعادة التقييم المعرفي فعالة بشكل خاص في مساعدة الطلاب الخجولين على إدارة غضبهم وتقليل احتمالية التفاعلات الضارة عبر الإنترنت.
هذا المقال من كتابة فريق أخبار سايكريج من www.psychreg.org
رابط المصدر