كشفت دراسة جديدة كيف أن وصمة الوزن لا تزال تثني المرضى عن طلب الرعاية الطبية، حيث أفاد الكثيرون أن التجارب السلبية السابقة أدت إلى إلغاء أو تأجيل المواعيد. البحث الذي أجري في مركز طبي أكاديمي كبير في الولايات المتحدة، يسلط الضوء على العواقب الواقعية للتواصل غير الحساس والحاجة إلى لغة أكثر تعاطفًا حول إدارة الوزن. نُشرت النتائج في مجلة PLOS One.
تعتمد النتائج على استطلاع شمل أكثر من 3000 مريض، وكشف أن أولئك المصنفين على أنهم يعانون من السمنة من الدرجة الثالثة كانوا الأكثر تأثرًا. قال ما يقرب من 26٪ من هؤلاء الأفراد إنهم تأخروا في طلب الرعاية، بينما أبلغ أكثر من 12٪ عن إلغاء المواعيد تمامًا. على الرغم من أن معظم المرضى عبروا عن ارتياحهم في مناقشة الوزن مع أطبائهم العامين، كانت هناك تفضيلات قوية لكيفية إدارة هذه المحادثات. على وجه الخصوص، أرادت النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم المرتفع نهجًا أبطأ وأكثر تعاطفًا، حيث تم اعتبار مصطلحات مثل “خطة الأكل الصحي” أكثر إيجابية من “السمنة” أو “الحمية”.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أيضًا أن غالبية المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة لم يناقشوا إدارة الوزن مع أطبائهم مطلقًا، على الرغم من انفتاحهم على ذلك. يشير هذا الانفصال إلى أن العديد من مقدمي الرعاية الصحية قد يترددون في طرح الموضوع خوفًا من إهانة المرضى. ومع ذلك، يجادل الباحثون بأن تجنب الموضوع يمكن أن يكون بنفس القدر من الضرر، خاصة إذا كان الوزن يؤثر بشكل مباشر على النتائج الصحية للفرد.
كشف الاستطلاع، الذي شمل بيانات كمية وردود مفتوحة، عن مجموعة من الحواجز العاطفية والإدراكية أمام الرعاية. كانت مشاعر الإحراز والذنب والإحباط شائعة. شعر العديد من المرضى أن المتخصصين في الرعاية الصحية تجاهلوا مخاوفهم أو فشلوا في فهم الأسباب المعقدة وراء زيادة الوزن، بما في ذلك الصراعات الصحية العقلية والأمراض المزمنة. وصف العديد من المشاركين لقاءات سابقة جعلتهم يشعرون بالخجل أو الحكم عليهم، مما أثر بدوره على استعدادهم للعودة لمتابعة الرعاية.
في بعض الحالات، أفاد المرضى أن مقدمي الخدمة يفتقرون إلى المعرفة بأساليب إدارة الوزن الحالية أو قدموا نصائح مبسطة دون سياق. كانت هناك أيضًا مخاوف بشأن البيئة المادية في العيادات، مثل المقاعد غير المناسبة أو الأردية التي لا تناسبهم، مما ساهم بشكل أكبر في الشعور بالاغتراب.
على الرغم من هذه التحديات، أعرب المرضى عن رغبتهم في إجراء محادثات ذات معنى مع أطبائهم. عند التعامل بطريقة محترمة وغير قضائية، قال الكثيرون إنهم كانوا حريصين على تلقي الدعم. تشمل التوصيات الرئيسية التي خرجت من البحث حاجة الأنظمة الصحية إلى تدريب الأطباء على التواصل التعاطفي، وطلب الإذن قبل مناقشة الوزن، والابتعاد عن اللغة الطبية المفرطة. كما دعا بعض المرضى إلى تغييرات هيكلية أوسع، بما في ذلك تحسين الوصول إلى موارد إدارة الوزن وتحسين دعم الصحة العقلية.
هذا المقال من كتابة فريق أخبار سايكريج من www.psychreg.org
رابط المصدر